إن الله عز وجل خلق كل شيء في هذا الكون لسبب ما يخدمنا في حياتنا ويجب علينا استخدامه كما أمرنا الله تعالى. أنزل الله لنا القرآن الكريم ليكون تشريعاً ومنهجاً لنا في مسيرة حياتنا وجاءت سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم متممة ومفسرة لتعاليم القرآن وأمرنا تبارك وتعالى باتباع القرآن والسنة، مع ذلك قد أنزل الله من سماوته العليا أسمائه المباركة التي وردت في القرآن والسنة النبوية لتكون إنارة لقلوبنا وعقولنا ونتخذها منهجاً في أعمالنا.

ومن واجب من تقع على عاتقه مسؤولية التربية أن يتخذ من أسماء الله المباركة ركائز أساسية في وظيفته التربوية لينالوا درجات النجاح العليا في الدنيا والأخرة.

بعض أسماء الله الحسنى التي نتخذها منهجاً تربوياً:

الرحيم:

قال تعالى: “فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ”

يجب أن يقوم المربي بزرع غراس الرحمة في نفوس من يقوم على تربيتهم، فالقلوب التي تنشأ بالرحمة تكون قلوياً لينة قريبة من الله وعباده، مع ذلك فإن القلب القاسي يملك جداراً يمنعه من الإحساس بالأخرين أو التعامل معهم برفقٍ فالإنسان بطبعه يخطئ مع ذلك وإن كان لا يملك في قلبه إحساس الرحمة لا يمكنه أن يعفو عن غيره كما يعفو الله عن عباده الخاطئين ويقبلهم مرة أخرى.

التربية من خلال أسماء الله الحسنى
التربية من خلال أسماء الله الحسنى

الغفور

قال تعالى: “إنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ”

الله هو العفو الغفور يغفر زلات عباده ويتجاوز عن سيئاتهم لذلك من واجب المربيين أن يسعوا لزرع معاني اسم الغفور في النفوس حتى لا تملأ قلوبهم الأحقاد نتيجة عد معفرتهم لأخطاء الأخرين معهم ويكونوا متسامحين ذو طبع خلوق ونفس طيبة مع الأخرين.

ومع ذلك نكون قد اتبعنا أيضاً سنة الرسول الكريم في مغفرته لمن أذاه من المشركين.

فالأم تغفر لأولادها بعضاً من تقصيرهم تجاهها أو معاناتها في تربيتهم لينعكس ذلك على شخصيتهم بأن يحسنوا من تعاملهم معها وبالتالي تتحسن معاملتهم كع محيطهم خارج حدود المنزل.

الكريم

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم

الخطوة الأولى لترسيخ معنى الكريم في النفوس هي أن يتعامل معهم المربي بكرم فيكون فيعطيهم المعلومات التي يطلبوها بكرم وبشكل وافي يشبع عقولهم وتكتمل أفكارهم حول ما يجهلونه.

وأيضاً الكرم في التعامل والعطاء فعندما يعيش الأنسان في جو كريم يتربى على هذا الإساس ويكون كريماً في عطائه للأخرين دون أن ينتظر منهم مقابلاً لذلك فالله الكريم عندما يتكرم علينا بنعمه لا ينتظر منا رداً لهذا الكرم سوى عبادته والاعتراف بنعمه.

الصبور

إن الله يصبر على عباده وينتظر توبتهم والعودة إلى طريق الرشد والصواب وعلينا أن نستمد من اسمه المبارك الصبر على مصاعب ونوائب الدهر وما قد ينزل بالإنسان من أزمات وينتظر الفرج من الله، وينالوا أجراً وثواباً في الدنيا والجنة في الأخرة

قال تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ

الجبار

الله الجبار الذي يجبر النفوس المكسورة الخاضعة إليه، مع ذلك يجبر القلوب الحزينة الملتجئة إليه بلطفه ورحمته وعطفه، فعندما يتعلم العبد معنى الجبر يسعى لجبر ما حوله من القلوب المكسورة والحزينة إما بالكلمة الطيبة الحنونة أو بتصرف ممكن أن يساعده ويخرجه من ألمه فالعبد عنما يلجأ إلى الله تعالى يقول له : (يا رب اجبرني).

التربية من خلال أسماء الله الحسنى
التربية من خلال أسماء الله الحسنى

الشكور

قال تعالى “لِيُوَفيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم من فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ”

الشكر هي ثقافة راقية يستخدمها الإنسان في كافة تعاملاته مع الأخرين فعندما نشكر أحد ما على معروف أو جميل قدمه لنا نشعره بقمته وامتنانا لصنيعه معنا، مع ذلك تنشأ روابط محبة وتآلف فيما بين البشر وينعكس ذلك على المحيط كافة من حولنا.

فمن هناك أعظم من الله لنشكره على نعمه التي لا عد ولا حصر لها فيكافئنا بأن تدوم نعمه علينا ويبارك لنا فيها.

قال تعالى: “وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم”

الودود

قال تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ”

اسم الله الودود من الود إي المحبة، الله المحب لعباده الطائعين له المستجيبين لأوامره والعائدين إليه إن أذنبوا، ومن اتبع أسلوب المودة في تعامله كان لين القلب محبباً لدى الخلق مبتعداً عن الظلم وإيذاء الأخرين.

العليم

قال تعالى: “إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ”

الله العليم الذي أحاط بعلمه كل شيء خلق في هذا الكون، يعلم الخافي والظاهر، الأمور الصغيرة والكبيرة. مع ذلك واسمه جل جلاله مبالغة من كلمة العلم وفيه دلالة على تقديس العلم ومنزلته عند الله فنسبه سبحانه وتعالى لأسمائه العظيمة فمن واجب العبد أن يسعى في طلب العلم الذي يقربه من الله مادام على قيد الحياة إن كانت علوماً دنيوية أو دينية.

الصمد

قال تعالى: “قل هو الله أحد الله الصمد”

هو القوي الذي تلجأ إليه جميع الخلائق عند حاجاته لها ليقضي لهم حوائجهم فهو وحده القادر على قضاءها وقد ورد اسمه الصمد في سورة عظيمة في القرآن وهي الإخلاص ومن اسمه تعالى نستمد الإيمان القوي والتسليم الكامل لله أننا عندما نقصده ونطرق ببابه فإننا سنعود برغبة مستجابة بإذن الله ونمتلئ بطمأنينة وأمان بقوته.

سبحانك ربي ما أعظمك أرسلت لنا أسمائك لنهتدي بها في ظلمات الحياة ونقتدي بنبيك الكريم في عبادتك من رحمتك بنا ومحبتك لنقابلك يوم القيامة على الوجه الذي يليق بجلالك العظيم ولنهذب بها أرواحنا ونبعدها عن طريق الضلال والشتات. مع ذلك وإن من حسن ظن العبد بالله ايمانه بأسماء الله الحسنى والدعاء بها وهو على يقين تام بالإجابة والقبول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي