التشافي الذاتي
الإلتئام الذاتي أو التشافي الذاتي يعني عملية التعافي (أغلب الأحيان من اضطرابات نفسية أو صدمة نفسية، إلخ.)، بدافعٍ وتحفيز من المريض نفسه، بتوجيه من الغريزة نفسها. هكذا عملية قد تحظى بنجاحات مختلفة نظراً لطبيعة الشخص، مع أن العامل الذاتي هو الأصل. تكمن قيمة التشافي الذاتي في قدرته على الإرتباط بالتجربة ومتطلبات الفرد ذاته. يمكن دفع العملية وتعجيلها باتّباع تقنيات التأمل.
التشافي الذاتي بالقرآن
القرآن سبب للتشافي الذاتي، يشفي الله به المؤمنين، كما قال تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا” الإسراء:82، وقال الله عز وجل: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” يونس:57
فالقرآن محتوي على الشفاء، والرحمة، وليس ذلك لكل الناس، وإنما ذلك للمؤمنين به، المصدقين بآياته، العاملين بأحكامه. وأما الظالمون بعدم التصديق به، أو عدم العمل بأحكامه ، فلا تزيدهم آياته إلا خساراً، إذ بالقرآن تقوم عليهم الحجة يجوز الاستشفاء بالقرآن، وبالسنة فيما نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ورقى به نفسه، أو رقى به أصحابه، أو بالدعاء الطيب الذي ليس فيه ما يخالف الشرع المطهر، ويشترط أن تكون الرقية باللغة العربية، أو ما يعرف معناها، كما يشترط أن يعتقد الراقي، والمرقي أن الرقية لا تشفي بذاتها، ولا بذات المسترقي، بل الشافي هو الله تعالى، فهو النافع الضار الشافي، وفعل الراقي سبب، والله خالق الأسباب والمسببات
تمارين التشافي الذاتي
أولاً:
أجسامنا مبرمجة على التشافي الذاتي بنفسها شفاءً تلقائياً.. عقولنا هي من تمنعها من ذلك.. فالعقل لا يعلم إلا ما تبرمج عليه من الآخرين أو من خلال الادراك الجمعي من مسلمات عقيمة لا تمت للحقيقة بصلة.. فمثلاً يعتقد العقل أن هناك بعض الأمراض لا شفاء منها.. أو أن هناك أمراضاً لا تعالج إلا باستخدام إجراءات طبية معينه، وهذا غير صحيح ابدا، وللأسف بالرغم أنه غير صحيح إلا أن الجسد ينفذ اعتقاد العقل ويوقف عملية التشافي الذاتي.. ولكننا عندما نبعد عقولنا عن الطريق.. عندما نبدل هذه المعتقدات الخاطئة، يبدأ الجسم بالتشافي الذاتي …
ثانياً:
عندما تحب نفسك ستتلاءم مع ترددك الطبيعي.. فكل خلايا جسدك المادي ستقوم بتحسينات جسدية مهيبة بتمشيط جسمك بالكامل على كل المستويات وصولاً الى الصحة والعافية.. فحالتك الطبيعية هي الصحة والرفاهية المطلقة، وفي حالة غياب المقاومة لابد لجسدك أن يعود للحالة الطبيعية.
ثالثاً :
عن طريق الاعتماد على الأفكار الإيجابية عن جسدك وصحتك.. أنت تسمح لخلايا جسدك بالعودة إلى حالتها الطبيعية.. (والتنفس العميق هو المفتاح): عندما تستمع إلى كلمات وأنت في حالة استرخاء تام وتنفس عميق ستسمح لجسدك بالتشافي ذاتيا..
رابعاً:
أزل من قلبك أي حزن أو عدم غفران.. امسح عن نفسك وعن الآخرين أخطائهم وأنسي كل آلام الماضي.. عليك بالتخلص من كل المشاعر السلبية المتراكمة والمكبوتة داخلك، وذلك باستخدام تقنية مثل تقنية السيدون
فهذه التقنية رائعة ومجربة للتخلص من جميع الجذور العالقة من الماضي حتى لو مر عليها وقت طويل فالشخص الذي اخترع هذه التقنية كان مريضاً بمرض خطير جداً وعندما قال له الأطباء أنه لم يتبقى له سوى أشهر معدودة بالحياة.. قام بتطبيق هذه التقنية على نفسه وكان هدفه رحيله نظيفاً من أي ألم داخلي أو غضب أو حزن.. فتفاجئ بالنتيجة وأنه عندما تخلص من إحباطات وآلام الماضي شفي تماماً من مرضه وكان هناك استغراب الطب والأطباء.. فلا تستهن بكذا تقنيات أبداً
خامساً:
عليك ان تمارس التأمل التقليدي بشكل يومي؛ فالتأمل له قدرة خارقة على تبديل كيميائية الضوء في جسمك وشحنه بالطاقة الإيجابية ومعالجة مواطن الضعف بالجسم؛ فعندما تدخل الأشعة الكونية الشافية إلى جسدك المتعب ستعيد اليه الصياغة من جديد، ستفتح مسارات الطاقة به وتفتح معها تقويتك الروحية والبدنية والنفسية والعاطفية، ستعالج كل مواطن الضعف فيه وكأنها بلسم شافي.. وستحس بالتغير الكامل الشامل لحياتك وواقعك وصحتك بعد فترة قصيرة من ممارسة التأمل..
آليات متنوعة في التشافي الذاتي
1. انخفاض في هرمونات التوتر قد يؤدي الى ضعف الوظائف الفيزيولوجية عندما يكون هناك توتر (علم نفس).
2. النوم الصحي الجيد ويمكن تحقيقه عن طريق الاسترخاء، وهذا يحسن الوظائف.
3. التحسينات في التوترات العاطفية والاكتئاب والغضب وغيرها من العواطف التي إن لم تتحسن فإنها ستؤدي الى خلل بالعلاقات الاجتماعية والأداء في مكان العمل، وهذا يؤدي إلى حلقات مفرغة من الأعراض النفسية المتزايدة.
خلاصة التشافي الذاتي:
يجب أن تعلم أن كل الامراض والاعراض والمشاكل هي نتيجة تراكم لطاقات سلبية ناتجة عن تراكم المشاعر السلبية من الحزن أو ألم أو الخذلان.. وتذكر أن التشافي الذاتي نابع منك ذاتك، ولا يمكن لأي شخص آخر غيرك أن يجعلك في صحة جيدة سوى نفسك. يجب ان نعلم معًا على انه لابد ان نبتعد عن أي علاقة سامة، العلاقة التي تأخذ منك وتستنزف طاقتك وجهدك وتجعلك تدور في دوامة كبيرة مع ذاتك دون فائدة؛ لأنك إذا تألمت لا يوجد سوى ذاتك هي الوحيدة التي تشعر بك؛ فلا تضغط عليها بما لا طاقة لها به، واعتن بنفسك جيدًا.