أصبحنا في زمن الفتن والأهواء في زمن كثرت فيه المغريات والمعاصي والمصائب، فعلى المؤمن الحق الثبات على الإسلام من خلال الطاعات والالتزام في طريق الهداية الطريق المستقيم الذي لا انحراف ولا اعوجاج فيه، نحن نتحدث عن الثبات في وقت كثرت فيه الحروب والفتن، هذه الحروب التي لا حول لنا فيها ولا قوة، ولكن لعلنا نكون وإياكم أحبتي وإخوتي في الله ممن ثبتهم الله على الحق وماتوا عليه. ومع ذلك فإن الثبات على الحق هو من صفات المؤمنين الصادقين الصابرين.
مفهوم الثبات على الإسلام
ومعنى الثبات في الإسلام هو الاستقامة على طريق الحق والهدى والثبات والالتزام والإصرار عل هذا الطريق فهو طريق الخير، وتجنب الالتفات إلى اهواء ووساوس الشيطان مع ذلك أن نحرص دائماً على التوبة والرجوع إلى الله عز وجل عند ارتكاب المعاصي والذنوب.
قال تعالى في كتابه الكريم: ” رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ “
(اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ الثَّباتَ في الأمرِ والعزيمةَ على الرُّشدِ) رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن شداد بن أوس.
(يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي علَى دينِكَ) رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم سلمة أم المؤمنين
الثبات على الإسلام
الثبات على الإسلام هو طريقك إلى السعادة والفلاح وهو طريق الحق والهداية، ومع ذلك الثبات على الإسلام نعمة أنعم الله بها على عباده المؤمنين، قل عز وجل: “يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ”
قال قتادة رحمه الله: ( أي أن الله تعالى يثبتهم في الحياة الدنيا بالخير والعمل المستقيم، ويثبتهم في الآخرة في القبر عند سؤال الملكين).
و قال تعالى: “وَلولا أَن ثبتناك لقد كِدتَّ تركن إليهم شيئاً قَلِيلًا “
الثبات في القرآن الكريم
- قال سبحانه وتعالى: “وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا” سورة الفرقان 32.
- قال سبحانه وتعالى: “قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ” (النحل 102).
- قال سبحانه وتعالى: “يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء” (27) سورة إبراهيم.
وسائل الثبات حتى الممات
الاستعانة بالله عز وجل
فمن استعان بالله تعالى فقد فاز وما خاب وما خسر، فتوكل على رب السماوات والأرض واستعن به ليثبت قلبك على طاعته ويثبت قدمك على الطريق المستقيم، الطريق الذي لا تضل فيه ولا تهوى، فاعترف بذنبك وتذلل إلى الله، اعترف لرب العزة بفقرك وضعفك وقلة حيلتك وابشر فإن الله سميع مجيب وغفور رحيم
قراءة القرآن الكريم والعمل به
إن قراءة القرآن الكريم والعمل به هي من أعظم وسائل الثبات. قال تعالى: “وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لولا نُزِّلَ عليه القرآن جملةٗ واحدة كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ به فؤادك ورتلنه ترتيلا”
فجاهدوا النفس ما استطعتم واقرأوا القرآن وتدبروه جدا واعملوا به.
ذكر الله تعالى في كل وقت
فلا تكل ولا تمل من ذكر الله ولا يفتر لسانك وأكثر من ذكر الله وحمده والثناء عليه، فمثل الذاكر لله والغافل عن ذكره كمثل الحي والميت لا يستويان
الصحبة الصالحة والمجالس الطيبة
فما أجمل الصحبة الصالحة والأصدقاء الذين يرشدونك إلى طريق الخير وفعل الطاعات واجتناب المنكرات. قال تعالى: “واصبر نفسك مَعَ الذين يدعون رَبَّهُم بالغداة والعشي يُرِيدُونَ وجهه وَلَا تعدُ عيناك عنهم تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا وَلَا تطع من أغفلنا قلبه عَن ذكرنا واتبع هَوَاهُ وَكَانَ أمره فرطا”
مواطن الثبات
في النهاية، هناك مواطن كثيرة تحتاج إلى الثبات ومن أهمها الثبات في الفتن ما ظهر منها وما بطن،وكذلك الثبات في الجهاد، الثبات عند الممات فاتقوا الله واثبتوا واصبروا وصابروا، فالثبات هو مفتاح النجاح والنجاة والحياة الكريمة في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك الثبات في ديننا، اللهم ثبت قلوبنا على حبك وطاعتك اللهم وردنا إليك ردا جميلا إنك سميع مجيب