الحرية المالية وعلاقتها بالوقت
يفسر الأشخاص المختلفون مصطلح “الحرية المالية” بطرق عديدة. يفسر بعض الناس الحرية المالية على أنها حرية شراء الاشياء التي يريدونها ومتى يريدون. بالنسبة للكثيرين، قد يعني ذلك عدم القلق بشأن كيفية دفع فواتيرهم أو النفقات التي تفاجئهم. بالنسبة لبعض الناس، قد يعني ذلك أن يصبحوا لبس عليهم دين، بينما قد يعني بالنسبة لآخرين أن يكونوا أثرياء بما يكفي للتقاعد. وإذا كان كل هذه التفسيرات صحيحة إلى حد ما، إلا أنها إجابات نصف مكتملة.
متى تصل للحرية المالية؟
لكن الرابط المشترك الوحيد الذي يجمعها هو أن الوصول إلى الحرية المالية معناه بأن المال عن طريق استثماره يقوم بجلب المال من خلال أرباح الاستثمار. وعندما تكون هذه الأرباح معادله لمصاريفك فإنك وصلت إلى الحرية المالية. في الغالب من المفروض أن تكون أرباحك أكبر من مصاريفك حتى تقوم بإعادة استثمار الفائض لتحقيق عائد أكبر
قم بتدوين المبلغ الذي يجب أن يكون لديك في حساب التوفير الخاص بك، ونمط الحياة الذي تريده، والعام الذي يجب أن تحقق فيه هذه الأشياء. كلما كانت أهدافك أكثر معرفة، زادت إمكانية تحقيقها. بعد ذلك، عد إلى الوراء حتى عمرك الحالي وقم بتحديد معالم مالية على فترات منتظمة.
الحرية المالية هي حرية الوقت
بالنسبة للآخرين، فإن التمتع بالحرية المالية يساوي زيادة وقت الفراغ. إن مفهوم الوقت هو أن المال يلعب دوره. في الحرية المالية في الحقيقة سيرى الشخص المستقل ماليا أن المال هو الوقت. بمجرد أن تكون قادرا على تطوير الشعور بحرية الوقت، فهذا يدل على أنك في اتجاه إيجابي للحصول على الاستقلال المالي والحرية المالية
هذا المبدأ سيجعل الأمور المالية أقل أهمية. من منظار مختلف، تتيح الحرية المالية لشخص ما قضاء بعض الوقت في الأنشطة دون مقايضة ويكون وقت فراغك مقابل الدخل. إنه يتوقف على الأصول التي تداولها التي تتراكم بمرور الوقت لتغطية النفقات العادية، وبذلك تنشأ الثروة التي تدر المزيد من الوقت والمال.
كيف تعمل قاعدة ٢٠\٣٠\٥٠؟
تلك القاعدة مشتقة من مبدأ باريتو: الغاية منها هو تحقيق قدر كبير من الادخار حتى مع انخفاض الدخل وبمجهود قليل.
وحيث تعطي لك تلك القاعدة نجاحا سريعا مما يدفعك للانضباط.
حيث طبقا لتلك القاعدة عليك تقسيم دخلك لثلاث نسب:
• ٥٠٪ اي يعني نصف دخلك لمصاريفك الثابتة كإيجار منزلك وفواتيرك.. وهكذا
• ٣٠٪ من دخلك محجوز لتلبية الحاجات الشخصية ورغباتك
• ٢٠٪ هي المبلغ الذي يجب ان توفره كل شهر لادخاره.
وبهذا الشكل ستزيد رأس المال الخاص بك بسهولة نسبية بعد فترة زمنية قصيرة وسيكون عندك أيضا نظرة أفضل لمصاريفك وتكاليفك ووعى أكثر عن قبل.
وفي حال كان لديك ديون أو قروض، فإن سدادها سيكون اولى بالطبع على أهداف الادخار.
فلا يمكنك أن تقوم بالادخار وعندك ديون، ففي تلك الحالة يجب وضع كل ما يمكنك توفيره لسداد جميع ديونك.
وعليك أن تتعلم وانت تسدد ديونك ألا تعتاد العيش فوق إمكانياتك بشكل دائم مما يغرقك فى الديون
تحقيق الحرية المالية
هذه الفكرة تحتاج الى عقلية مختلفة. في تعليمنا الجامعي الكلاسيكي، يتم تعليمنا ان نعمل من أجل المال. لذلك، نخصص وقتا للعمل بعد ذلك نحصل على الاجر. هذا هو الوقت الشهير لمبادلة الأموال. لأن الحرية المالية تنهي مفهوم مبادلة الوقت والمال وتجعل الفرد بجني الأموال من أجلهم.
يحتاج تحقيق هذه الحالة تحولا مختلفا في اسلوب الحياة والعقلية العامة. في حين أنه من السهل التفكير في الحصول على مزيد من الوقت للاستثمار واقامة عمل تجاري، إلا أن معظم العاملين في المكاتب لا يزالون يجدون أنه مهما كان مقدار الوقت المتاح لهم يجب وضعه في الروتين.
تتمثل إحدى الخطوات الحاسمة في تحقيق الاستقلال المالي في معرفة أن هناك طرقا للاستفادة بشكل أفضل من الوقت.
لتحقيق الحرية المالية، علينا تغيير المواقف الأساسية حول مفهوم المال. لأن إدراك أن المال ليس سوى وسيلة لتحقيق اهداف هو شيء، وأن معرفة أنه لا ينبغي الحكم على أي شخص بناء على مقدار المال الذي بحوزته هو شيء آخر. فالحكم على هذه الحرية كمبلغ من المال المحتفظ به ينهي الغرض لأنه في النهاية، لن تحقق ذلك إذا لم تكن راضيا عن المال الذي عندك.
على الجانب الآخر للعملة علينا أيضا إزالة التصور السلبي للمال فالقول بأن “المال هو أصل كل الشرور” يبدو ملائما، فإن التفكير في أن هذا هو الحال دائما سيوفر وجهة نظر مكروهة حول تكوين الثروة.
خلاصة
ضع في اعتبارك دائما أن الحرية المالية مسعى صحي طالما يشعر المرء أنه من الصح أخلاقيا كسب المال. في النهاية، فإن اتخاذ الموقف الصحيح بشأن المال سيقطع مسافة طويلة في التعامل مع التصورات المختلفة لهذا المفهوم. الحرية المالية هي في النهاية حالة ذهنية.