لقد جاءت الرسالة الإسلامية رسالة عالمية للكون كله صالحة لكل زمان ومكان، وقد حملت في شريعتها الكثير من الرسائل إلى الإنسان لتسيره في الحياة.
فالإنسان مخلوق في هذا الكون العظيم وهو في تفاعل مستمر معه ومع من حوله من البشر.
فكم من مواقف وأحداث صادفت الإنسان خلال حياته كانت تحمل في طياتها رسائل كونية وإجابات لاستفسارات وأسئلة كان يعجز عن حلها، أشخاص تعتبر منها وتسترشد بها وأشخاص أخرون يعتبرونها مجرد صدفة ولا يأخذونها على محمل الجد.
قال تعالى: ((وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ في ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ))
أنواع الرسائل الكونية:
رسائل تنبيهية:
- يتعرض الإنسان إلى العديد من الرسائل الكونية التي تنبهه أو تحذره في العمل أو في التعامل مع الأخرين فعليه أن يدركها وقد تأتيه تلك الرسائل عم طريق:
الأحلام:
- إن غالبية الرسائل قد تصل إلى الإنسان عن طريق الأحلام عن طريق اللاوعيفالدماغ يبقى يعمل أثناء النوم ويفكر بما كان يشغل الإنسان أثناء النهار فقد يراوده حلم ما عن فعل يقوم به أو عمل سيقدم عليه ليخبره أن كان مناسباً له أم لا.
مصادفة أشخاص:
- وذلك عن طريق مقابلة شخص قد مر بنفس التجربة أو الموقف الذي وقع فيه فيخبره بما حصل معه وقد يجد في ذلك الشخص رسالة تخبره ما إذا كان ما يخطط له مناسب أم لا وذلك فقط إذا أحسن قراءة الرسالة الموجهة له واتعظ منها.
الطقس:
- قد يكون الإنسان يتهيأ للخروج والذهاب إلى تسيير أمور مشروع وهو في تردد أو انتظار إشارة قد تدله على الطريق فينتبه إلى الطقس من حوله أو قد يتبدل فيحدث شيء يعطيه إشارة يستلهم منها ما يجب عليه فعله على حسب تقبل نفسه لتلك الإشارة إن كانت إيجابية أو سلبية.
الحيوانات:
- العديد من الأشخاص تملك خوفاً ضد نوعاً معين من أنواع الحيوانات فلو كثرت مقابلة الشخص لهذا النوع الذي يخاف منه فربما كانت تلك رسالة لخوف أكبر قادم إليه وعليه التخلص من هذا النوع من الخوف كي لا يأتيه شيء أكبر منه قد لا يتمكن من مواجهته.
كلمات أو عبارات تتردد كثيراً:
- قد يواجه الإنسان خلال مقابلته مع الأخرين بعض الكلمات التي تتردد كثيراً دون مناسبة فيجب عليه الانتباه إلى تلك العبارات ربما كانت أشياء يجب عليه الحذر منها أو البحث عنها ربما تكون لصالحه.
إن الرسائل التنبيهية تصل إلى الإنسان بدرجات فلو استلم الرسالة الأولى وانتبه لها لسلم منها ولكن في حالات لم يتنبه لها فستأتيه بدرجات أقوى وربما تكون مؤذية عن لم يدركها.
رسائل إرشادية:
- رسائل ترشدنا وتدلنا على الطريق والمسار الذي يجب علينا أن نسير بهولكن هناك نوعان من الرسائل التي تصل إلينا عند تفكيرنا في موضوع معين ونطلب مساعدة وذلك على حسب تطويع قلبنا والطاقة الموجودة لدينا.
الرسائل الإيجابية:
- هي رسائل تأتينا عندما نكون نملك طاقة إيجابية في داخلنا ونكون نحن بموقع الفاعل في الحياة حينما نكون نسعى للبحث عما نطمح إليه وتحقيقه فنفهم الرسالة التي تصلنا ونعمل بها فنستفيد منها.
الرسائل السلبية:
- تلك الرسائل تأتينا وتحمل في طياتها تحذير لأن نغير من الطاقة السلبية التي بداخلنا ونغير من موقع المفعول به الذي نمشي به في الحياة وفقط نستقبل المعلومات دون البحث عنها.
إن هذه الرسائل الإرشادية التي تصل للإنسان تختصر له الطرقات والأوقات وتبين له أفاق لم يكن يعرفها ولكن إن لم يستطع فهمها واستخدامها بالطريقة اللازمة فستتوقف عنه إن لم يستمر بتغذيتها وذلك عن طريق الإحسان والصدق بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل.
رسائل إثبات الجدية
- هي رسائل تأتي إلى الشخص عند بداية قيامه بمشروع ما أو قرار جديد يتخذه ليغير من حياته ليستبين مدى جديته وحزمه في القرار الذي وضعه وتكون عن طريق أشخاص أو أشياء تقدم له مغريات لتلهيه أو تحبط من عزيمته لتوقفه عن تقدمه.
إن هذ الرسائل غالباً ما تأتي إلى الإنسان عن طريق الشيطان الذي يريد أن يفتنه ويوقفه عن أي عمل يريد أن يقوم به قال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
إن هذا النوع من الرسائل هي من أهم أنواع الرسائل التي تصل إلى الإنسان فعليه أن يتحلى بعزيمة وإيمان ثابتين ليستطيع التغلب وتخطي هذه الرسائل التي تغريه وبالتالي هذه الرسائل تزيد من كمية ضبط النفس لمواجهة هذه المغريات ويحاول الإنسان فيها أن يفصل بين مشاعره وأفعاله كي لا يسيطر قلبه على مسيرة تطويره.
رسائل طمأنينة
إن الإنسان الواعي يدرك أن الرسائل الكونية موجودة حوله في كل مراحل حياته فيبحث عنها في كل المخلوقات والموجودات من حوله وحتى في الرسائل التي يراها تأتي لغيره ويستخدمه في تطوير ذاته ودفعه إلى الأمام، إن الرسائل الكونية تكون واضحة أمام الإنسان ولكن كل شخص يستقبلها إن كانت إيجابية أو سلبية على حسب نقي قلبه وفي النهاية على الإنسان أن يدرك أن الأمر كله بيد الله مالك الملك.