تستخدم كلمات مثل القدر والحظ كثيرًا بين الناس؛ لأنهم بهذه الطريقة يبررون سلوكهم وانعكاساته ويهدئون قلوبهم. كلما واجهوا سوء الحظ، أو انغمسوا في حياة الفقر، أو وقعوا في المشاكل وسقطوا في البؤس، فإنهم يعزون ذلك إلى مصيرهم وسوء الحظ؛ وعندما يُطلب منهم عمل شيء ما وتنظيم حياتهم والتخلص من البؤس وإجراء التغيير، يقولون: هل من الممكن تغيير المصير؟ في هذا المقال، في إشارة إلى التعاليم القرآنية، نهدف إلى تحليل وشرح إمكانية تغيير المصير وكيف يمكن والايمان بالقضاء والقدر.

ما هو القضاء والقدر؟

من أهم الموضوعات الإسلامية قضية القضاء والقدر. لأن لها تأثير هائل على السلوك البشري في الحياة الدنيوية. إن الفهم الصحيح لقضية القضاء والقدر وقبولها في مجال رؤية الشخص وموقفه سيغير حياة الشخص ويخلق نمط حياة جديدًا له. ترتبط قضايا مثل الأقدار والإرادة الحرة ارتباطًا وثيقًا بهذه المسألة؛ لذلك، يمكن القول إن العديد من سلوكياتنا تتأثر برؤيتنا وموقفنا تجاه القضاء والقدر.

القضاء والقدر
القضاء والقدر

القضاء تعني حرفياً الحاكم ويعني أيضا إنهاء العمل و القضاء المنسوب إلى الله خاص من “القدر”. وبما أن الظواهر في الوجود والإدراك موثقة من الله تعالى إن شاء الله تحقيق الظاهرة وانتهت أسبابها وشروطها. وهناك طريقة إذا لم تكن الظاهرة موجودة إلا إذا حددها الله وخرجت من دائرة الشك والغموض، فإن هذه الوصية تسمى بالقدر الإلهي.

القدر في الكلمة يعني التعبير عن كمية الشيء ومقدار وحجم الشيء حسب الوزن أو حسب الزمان والمكان، للقياس، للأمر، للحكم، حصر الأحداث والأشياء في الأسباب المادية والظروف الزمنية والمكانية المذكورة 

القدر في المصطلح هو حجم الأشياء وتحديد حدود وجودها؛ وبعبارة أخرى، فإن تحديد الله لشيء ما هو أن يضعه في المقدار الذي تتطلبه الحكمة. في الآيات القرآنية، استخدمت كلمات “عجل” و “كاتب” ومشتقات “القدر” وبعض التعبيرات الأخرى للتعبير عن مفهوم القدر..

خطوات التحقيق

لذلك فإن الخطوة الأولى في تحقيق أي شيء هي قضاء الله ثم القضاء ثم توقيع الله. إذا تم وضع شيء ما في مرحلة القضاء، فسيتم تحقيقه دون أدنى شك، ولكن يمكن تغييره في موضع القدر.

على أي حال، فإن التغيير في القضاء القدر سيكون عندما يصحح الناس ويغيرون سلوكهم ويتصرفون ويتحركون بناءً على أفضل نظام إلهي. إذا قام الانسان بتغيير وتصحيح سلوكهم، فإن الأقدار الإلهي سوف يتغير أيضًا وستكون قضايا وحركة الوجود في مصلحتهم.

لذلك، فإن أي تغيير من الإيجابي إلى السلبي ومن السلبي إلى الإيجابي في تصرفات الشخص وسلوكه يتسبب في تغيير مصيره؛ لذلك إذا تم تصحيح السلوك السلبي فإنه سيتخلص من البؤس. كما لو أن السلوك الإيجابي يتحول إلى سلوك سلبي، فسوف يقع المرء في مأزق. هذا هو التغيير المذكور في الآيات القرآنية.

لقد أطلع الله في العديد من الآيات على يقين دينونته وعدم قابليتها للتغيير. في الآيات بما في ذلك 117 سورة البقرة، و47، و59، و154 سورة العمران وآيات أخرى من القرآن، يتم تقديم حكم الله على أنه أمر لا يتغير ولا ينتهك. لذلك لن يكون هناك تغيير في موقف القضاء، وما صدر من القضاء سيحدث بلا أدنى شك.

حان الوقت لتغيير المصير

كما قيل، يمكن لكل إنسان أن يغير مصيره بتغيير سلوكه وأدائه والتغيير من السعادة إلى المصيبة أو من المصيبة إلى السعادة.

في الواقع، أحد التقاليد الإلهية هو أن مصير كل إنسان يمكن أن يتغير بيديه. بناءً على ذلك، فإن تصرفاتنا وأفعالنا الجيدة والسيئة لها تأثير مباشر وهائل على تغيير مصيرنا ويمكن أن تحول السعادة إلى بؤس أو بؤس إلى سعادة.

لذلك، في ليلة القدر، يتم تحديد مصير جديد وفقًا لسلوك الشخص وأدائه، ومن يصحح نفسه، سيكون له مصير مختلف لنفسه في العام المقبل، وستكون أعماله في الطريق في الليل تقدير ما يتم مثل اختفاء ظلام الليل بقدوم نور النهار، أو يكون مثل ذبول النهار ومجيء ظلام الليل. يعتمد ذلك على تصرفات الشخص وسلوكه، وكيف يغير مصيره.

لبيئة الله العلمية تأثير كبير على هذا التغيير في المصير. لأن الله يدير العالم حسب علمه ويقرر الأقدار. طبعا البشر لا يملكون الفهم الصحيح لمشكلة المحو والبرهان، والحكم والقدر بسبب نقص المعرفة العلمية بالوجود. وهذا النقص في المعرفة العلمية وعدم الإدراك بأسس قواعد الإثبات والإقصاء هو الذي يضلل الكثيرين. لكن أولئك الذين يعرفون ويؤمنون بصدق القوانين والتقاليد الإلهية من خلال التعاليم السماوية، سوف يتبنون السلوك الصحيح ويغيرون أسلوب حياتهم.

وهذه الفئة من المؤمنين، بحكم إيمانهم وعلمهم بعلم الله وحكمته، كلما واجهوا مشكلة أو مصيبة، فإن أول ما يفعلونه هو الاستغفار من الله ثم مراجعة أدائهم وسلوكهم بناءً على المعايير الإسلامية والأخلاقية

القضاء والقدر
القضاء والقدر

كيف تواجه القدر

يجب على من قبض عليه بالقدر أن يصبر، لأن القدر غير قابل للتغيير. لذلك فإن الصبر يساعده على تجاوز تلك المشكلة والمصائب دون التعرض لآثارها السلبية وترك الدين والإيمان. كل بلاء يصيب الإنسان مكتوب ومقدر في كتاب المحو والبرهان. لذلك لا يمكن تغييره إلا بتغيير السلوك. أما إذا وصل إلى موضع القضاء فهو غير قابل للتغيير ويجب على المرء أن ينتظر القضاء الموجود ويفكر في حل للمستقبل والتخلص منه بتغيير السلوك والأداء.

بمعنى أنه من الممكن تغيير ذلك المصير بالقدر الإلهي والمصير المكتوب في حياة الإنسان، بتغيير أداء الفرد وسلوكه، لكن لا يمكن التعامل مع القدر الإلهي إلا بالصبر.

طبعا هذا لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي بحكم الله، ولكن يجب أن نقوم بأعمال مثل الاستغفار وتغيير أفعالنا والتصدق والعطاء وغير ذلك مما ورد في الآيات والتقاليد 

لذلك، يمكن لكل إنسان أن يدير حتى الحكم الإلهي من خلال تغيير سلوكه، على الرغم من أن هذا الحكم محدد وغير قابل للتغيير ولا يمكن إزالة الكارثة التي حدثت أو تغييرها، ولكن يمكن مقارنتها بالمستقبل.

بشكل عام في مسألة الأقدار و يد الإنسان مفتوحة للغاية، ويمكن لكل إنسان أن يغير مصيره في كتاب المحو والإثبات من خلال تصحيح سلوكه وأدائه على مدار العام وخلق حياة أفضل لنفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي