الأخلاق الحميدة هي أساس التطور والحضارة والوسيلة الأفضل للمعاملة بين الناس، وهي السبيل إلى راحة النفس وسعادة القلب وهناء البال ورغد العيش، ولقد حث الإسلام على التحلي بكل القيم الأخلاقية الحميدة وغرسها في الأبناء، لخلق جيل واعي وسليم نفسيا وللارتقاء بالأمة والمجتمع إلى أعلى درجات التطور والكمال.

مفهوم القيم لأخلاقية

والقيم الأخلاقية تعني جميع المبادئ والمعاني السامية التي تتوافق مع الفطرة البشرية، والمستخرجة من الكتاب والسنة والتي توجه الإنسان وتضبط سلوكه في هذه الحياة، لتجعله يحيا حياة سليمة يغمرها السعادة والاستقرار.

القيم الأخلاقية في القرآن الكريم
القيم الأخلاقية في القرآن الكريم

القيم الأخلاقية في القرآن الكريم

يسمو القرآن بأخلاق الإنسان إلى أعلى مستوى من الكمال ويجعله يعيش حياة يغمرها الأمن والاستقرار، وإن القرآن يرسخ الأخلاق الحميدة في نفس كل مسلم ومسلمة، فالمسلم الحقيقي هو الذي يتحلى بالصدق والأمانة بالعدل والإحسان على الآخرين، المسلم الحق هو الذي يصبر على الشدائد والمحن هو مثال في الوفاء والمروءة، والإيثار والبر والتعاون وغيرها من الأخلاق الفاضلة.

قال الله سبحانه وتعالى: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا

قال الله سبحانه وتعالى: ” وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) “

كما وجاء في القرآن الكريم آيات تحرم وتنهى عن كل ما ينافي الأخلاق الحميدة من ارتكاب الكبائر والفواحش مثل الزنا واللواط وغيرها من هذه الآثام، قال الله سبحانه وتعالى: “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ”.

القيم الأخلاقية في الإسلام

الإسلام هو رسالة أخلاقية سامية، ولطالما شجع الإسلام الناس على التحلي بالأخلاق الحميدة والفاضلة لينعم الإنسان بحياة بالسعادة والأمان والاستقرار، ومن هذه الأخلاق:

الصدق

الصدق هو أحب الأعمال إلى الله وأفضلها، وهو من صفات الرسل والأنبياء والمسلمين، وعلى الإنسان أن يتحلى بالصدق دائما، وأن يكون صادق مع الناس جميعا ومع الله سبحانه وتعالى، وأن يكون ظاهر الإنسان مثل باطنه، والصدق منجاة.

قال الله سبحانه وتعالى: مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِّيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا

يقول الله سبحانه وتعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ”

قال النبي -عليه الصلاة والسلام: “ما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا

يقول الله سبحانه وتعالى: “يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ”

القيم الأخلاقية في القرآن الكريم
القيم الأخلاقية في القرآن الكريم

الأمانة

خلق نبيل وصفة حميدة على كل مسلم أن يتحلى بهذا الخلق الفضيل وأن يكتفي بما عنده وألا يسمح لنفسه أن يرتكب أي فعل خاطئ مهما سولت له، فمن أتيحت له فرصة لاختلاس أموال الناس عليه أن لا يرتكب هذا الفعل وأن يخاف من الله رب العالمين

  1. قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا” 
  2. قال الله سبحانه وتعالى: “وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ  فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ”

العفو والصفح

ويعني العفو عن الناس وعدم التأنيب والصفح وترك الانتقام، ولقد أخبرنا رسولنا الكريم أن الله عفو كريم يحب العفو، وأيضا علمنا عليه الصلاة والسلاة دعاء لطلب العفو والمغفرة من الله تعالى، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ” قلت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، ما أدعو به؟ قال: قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.

الصبر

وما أجمله من خلق على جميع المسلمين أن يتصفوا به، وهو من أعظم درجات الإيمان لأنه يمنع الإنسان ويحميه من ارتكاب أي فعل لا يرضي الله عز وجل، والصبر يمنح النفس القوة والثبات.

قال الله سبحانه وتعالى: “وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

قال الله سبحانه وتعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ

وأخير قيم أخلاقية وصفات حميدة فاضلة على كل مسلم ومسلمة أن يتحلوا بهذه الصفات العظيمة للارتقاء بالنفس إلى أعلى درجات الكمال ولمجتمع آمن ومتطور. ونسألك اللهم أن تهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها فإنه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت .

                                     والحمد لله رب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
OMR ريال عماني