أصبحت تربية الأولاد الإيجابية وتنشئتهم على الأخلاق والمبادئ الفاضلة هي مهنة شاقة للآباء والمربين على حد سواء، حيث أنه من المعروف أن الطفل الآن يتسم بقدر من الذكاء أكثر مما كان عليه سابقًا، بسبب انتشار استخدام التكنولوجيا والعديد من الاشياء الأخرى. وفي الحديث ذاته، انتشر مصطلح (التربية الإيجابية) مؤخرا بين الأمهات، بحثًا عن حياة نفسية مثلى لأبنائهن.
ما هو مفهوم تربية الأولاد الإيجابية؟
مفهوم تربية الأولاد الإيجابية بناءً على علم النفس، وهو تركيز الآباء والأمهات على رعاية السلوك الصحيح بدلا من معاقبة السلوك الغير سوي، ما يعزز فكرة أنه لا يوجد أطفال جيدون أو سيئون.
ولكن يوجد أطفال لكل منهم احتياجاته واهتماماته المختلفة، وعندما يشعر الأطفال بالأمان والتقدير والتواصل، يصبح لديهم أكثر قدرة على فهم الصواب والخطأ. ويتحفزون لتحسين تصرفاتهم.
أدوات تربية الأولاد الإيجابية
هناك عديد من الادوات في تربية الأولاد الإيجابية وهي:
المكافآت الغير مشروطة
لابد ألا تكون المكافآت للطفل تحت شرط معين حتى لا يتحول إلى طفل مزعج، بل لابد أن يكون التوقف عن الخطأ نابع من داخله، ويمكن استبدال المكافأة بالتشجيع.
التفهم، والفهم
وهما مفهومان مختلفان عن بعضهما حيث أن الفهم يعتمد على ما يقوله الطفل ويشرح فيه أسباب ما يفعل أما التفهم فهو تقدير. واستيعاب وقد يحدث التفهم دون كلام من الطفل فقد يقابل الطفل موقف سيء.
ويظهر خلال اليوم بعض العدوانية وعند سؤال السبب يشرح أن من أمامه هو من بدأ وهنا يحدث الفهم لسبب تصرفه أما التفهم هو أن نفهم أن سبب عدوانيته هو الموقف السيئ الذي مر عليه اليوم
• التأديب بدل من العقاب
• التحكم في الأعصاب ما أمكن
• حل جميع المشكلات
تربية الأولاد الإيجابية في الإسلام
منذ عدة سنوات ومصطلح تربية الأولاد الإيجابية يأتي على ألسنة البعض بالتدريج، حتى أصبح هذا المصطلح دارج وعام، وليس بالكلمة الغريبة على أذهان المستمع لها، Positive discipline.
وبعد انتشار المصطلح جذب هذا النوع من التربية الكثير والعديد من الناس. ما بين آباء وأمهات، ومربين، ومتخصصين في التربية، بغرض تعلمه أو تطبيقه بشكل عام، ونال فيه البعض شهادات ما بين المعتمد منها وغير المعتمد، والمعتمد منها منبعه المؤسسة الأمريكية التي قدمته تحت نفس الاسم.
أما عن أصل ذلك المصطلح فهو يعود إلى طبيب نفسي يسمى ألفريد قام بوضعه في أوائل التسعينات. ومع انتهاء تلك الفترة وبداية الألفيات قامت جين ولين بوضع المؤلف المشهور لهما والذي على أثره أسسوا لمؤسسة متخصصة في التربية الايجابية، بعد أن تلقوا فيها تدريبات.
لكن العجيب هو أن هذا المصطلح كان يمارسه النبي صلى الله عليه وسلم منذ مئات السنوات مع من حوله، ورسم لكل مربي طريقة التربية الإيجابية بمنظور إسلامي رغم ان هناك من تجاهل هذا الأمر في الوقت الحاضر. ويمكن توضيح ذلك فيما يلي وذلك من فقرات توضحه السنة.
بحسب المعايير التي تسير عليها التربية الإيجابية الأدبية، فإنها تقوم على خمسة من المعايير، وهنا نلقى الضوء على تطبيقها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم في ضوء الإسلام منذ أكثر من ألف سنة:
تربية الأولاد الإيجابية كما يراها القرآن
لا شك أن القرآن قد احتوى على جميع طرق الهداية للعالمين, فمن شاء اهتدى ومن شاء كان من الذين لم يهتدوا. والقرآن يعتني بهداية الإنسان منذ طفولته بل من قبل ان يوجد.
ولذلك يحث الآباء على الدعاء بالولد الصالح, ويأمرهم ان يقتدوا بالأنبياء والصالحين في تربية أولادهم.
وقد قص علينا القرآن الكريم بعضاً من سير الأنبياء والصالحين في تربية أولادهم، مثل إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ولقمان عليهم السلام الكثير من القصص.
• أما إبراهيم عليه السلام فقد دعا الله أن يرزقه من الصالحين, فقال تعالى على لسان إبراهيم: “رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ”
وأما ما قص الله علينا من تربية إسماعيل عليه السلام لأهله وأولاده فكما قال تعالى: “وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة”
وأما يعقوب عليه السلام فيوصي أولاده في الرمق الأخير كما قص الله تعالى: “أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”.
فوائد تربية الأولاد الإيجابية
عليكِ معرفة ماذا تتوقعيه من أطفالك بعد تربيتهم تربية إيجابية صحيحة لتأثيرها في شخصيتهم للأفضل وتعديل سلوكياتهم، ولكي يكونوا كما يلي:
•واثقين من أنفسهم وعندهم قدر كافي من تقدير واحترام الذات.
•يحبون ويحترمون والديهم وعندهم الرعاية من المدرسين والمدربين.
•يتحدثون بحرية عن المشاكل والمصاعب التي تواجههم مع أمهاتهم وآبائهم.
•يستمعون إلى النصائح ويتعاونون في تنفيذها.
•يتعلمون الانضباط الذاتي ويعملون ما يعتقدون أنه التصرف الصحيح حتى عندما لا يراقبهم أحد.
• يقدّرون القيم العائلية والقيم الخاصة بالمدرسة أو التدريب وغيرها من الأماكن.
• أقل تأثراً بالضغوطات الخارجية سواء من الأشخاص أو الأفكار المحيطة بهم.
•عندهم الدافع لبذل قصارى جهدهم بدافع ذاتي وليس بضغط من أحد.
• يتعلمون من أخطائهم ويتحملون المسؤولية عن تصرفاتهم.
• تكون عندهم علاقات أفضل مع الآخرين في المستقبل.
خلاصة تربية الأولاد الإيجابية
تعد تربية الأولاد الإيجابية في مرحلة الطفولة طريقة فعالة لتنشئة الأبناء بصورة صحيحة ومميزة، خاصة عندما يُحوّل الآباء والأمهات أساليب التربية الإيجابية إلى أفعال تعمل على تنشئة شخصية الطفل ونموها بصورة ناجعة ومميزة. فيسعى الوالدان بهذه الطريقة إلى تنمية نقاط القوة الداخلية للطفل بدلًا من التركيز على السلبيات.