سلسلة الأسماء الحسنى ” اسم السلام “
السلام هو اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه الذي يسلم من العيوب والنواقص ووصفه بالسلام أبلغ في ذلك من وصفه بالسالم، ومن موجبات وصفه بذلك سلامة خلقه من ظلمه لهم، فسلم جل جلاله من إرادة الظلم والشر والعبث وخلاف الحكمة ومن التسمية به ومن فعله ومن نسبته إليه، فهو السلام من صفات الناقصة والأفعال الناقصة والأسماء الناقصة المسلم لخلقه من الظلم ؛ ولهذا وصف الله تعالى ليلة القدر بأنها سلام والجنة على أنها دار السلام وتحية أهلها السلام وأثنى على أوليائه بالقول السلام كل ذلك السالم من العيوب
ما هو معنى اسم الله السلام ؟
يحمل اسم الله السلام معنيان:
المعنى الأول: الله ذو السلامة، أي البراءة من كل النواقص، والعيوب.
المعنى الثاني: حرم الله تعالى الظلم على نفسه، كما جعله الله محرما بين خلقه، لذلك سلم العباد من ظلم الله فهو جل جلاله الحكم العدل.
ورد لفظ السلام في قوله تعالى: ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام )
كما كان الرسول صل الله عليه وسلم إذا سلّم من كل صلاة يقول: ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام ) رواه الترمذي.
ذكر اسم الله السلام في القران الكريم؟
وردت كلمة السلام في الأحاديث الشريفة أكثر من 1132 مرة، وفي القرآن الكريم 10 مرات، بينما ذكرت الحرب ثلاثا فقط، وأكثر حتى من الجهاد فقد ذكر الجهاد 4 مرات فقط، ومن أسماء الله الحسنى «السلام» ولهذا يسمي المسلمين عبدالسلام وفي كل صلاة سلام عند ختامها وسلام في ذكرها «في التحيات»، ويرفق في ذكر الأنبياء والملائكة ذكر السلام
اسم الله السلام في القرآن الكريم ذُكر في سورة الحشر في قوله تعالي 🙁 هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون (
تسمية الجنة بدار السلام
قال تعالى: (لهم دار السلام عند ربهم) وقال: (والله يدعو إلى دار السلام) وقد اختلف في تسمية الجنة بدار السلام، فقيل: السلام هو الله، والجنة داره، وقيل: السلام هو السلامة، والجنة دار السلامة من كل آفة وعيب ونقص، وقيل: سميت دار السلام : لأن تحيتهم فيها سلام ولا تناقض بين هذه المعاني كلها
اسم الله السلام في السنة النبوية الشريفة
عن عبد الله بن مسعود قال :
كنا إذا صلينا مع النبي ﷺ قلنا السلام على الله قبل عباده السلام على جبريل السلام على ميكائيل السلام على فلان وفلان فلما غادر النبي ﷺ أقبل علينا بوجهه وقال إن الله هو السلام فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يتخير بعد من الكلام ما يريد
عن عبد الله بن عمر أنه قال: رأيت رسول الله ﷺ قائماً على هذا المنبر وهو يحكي عن ربه عز وجل، فقال:
إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة جمع السماوات السبع والأرضين السبع في قبضة, ثم يقول عز وجل: أنا الله, أنا الرحمن, أنا الملك, أنا القدوس, أنا السلام, أنا المؤمن, أنا المهيمن
آثار الإيمان باسم الله السلام
من آثار اسم السلام أن يتبيّن للمسلم حقيقةَ أن صفات الكبرياء والعزّة، والقوّة والانتقام، وغيرها من صفات الكريمة التي اتصف بها الخالق جلّ جلاله، منزهةٌ وسالمةٌ من الجور والظلم على العباد: ( ولا يظلم ربك أحدا) (الكهف:49)، وإنما هي مجازاةٌ بمقتضى العدل الإلهيّ الذي هو كمالٌ مطلق.
ومن آثار التي تُذكر هنا، تبيّنُ أن الله جلّ جلاله حين اتصفت أفعاله بالسلامة من كل عيب، كان من مقتضى ذلك أن يكون ما شرعه لعباده هو خيرٌ من كلّ وجه، فشريعته الكاملة تضبط أمور الأشخاص وتحقّق لهم المصلحة في أمور حياتهم ومماتهم، يقول الحق تبارك وتعالى: ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) (المائدة:50)، وفي آيةٍ أخرى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) (الجاثية:18).
دعاء باسم الله السلام
(اسالك باسمك السَلامّ القدوس ان تطهر قلبي من مسالك الغفلات، وروحي عن فتور المساكنات، ووقتي عن دنس المخالفات، وسري عن الملاحظات والالتفافاتِ )
كلمة أخيرة في اسم الله السلام
سلم الله عزوجل من كل نقص وعيب وظلم، فالله سبحانه وتعالى هو السلام ومنه السلام، مع ذلك لفظ السلام هو أحد أسماء الله التي ذكرت في القرأن الكريم بقوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام)
وهو الاسم الخالص بانفراده بالوحدانية دون كل شيء، وبكونه مصدر السلام والأمان، ولا يوجد في الوجود سلامة أو سلام إلا بالله وصادر عنه جل جلاله