المؤمن هو من اسماء الله الحسنى التي اختص الله فيها نفسه، ويعنى أن الله سبحانه وتعالى هو المؤمن المصدق لعباده، فقد دعا خلقه للإيمان به، كما أنه سبحانه وتعالى هو الذي يملك أمان خلقه في الدنيا والآخرة، ولقد وحد الله نفسه بقوله: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو)، ولقد خصصنا هذا المقال للتعرف على معنى اسم الله المؤمن.
اسم الله المؤمن بالقرآن الكريم
إن اسم الله المؤمن لم يرد بالقرآن الكريم إلا مرة واحدة فقط، في الآية 23 من سورة الحشر، يقول تعالى، (هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن العزيز الجبار المتكبر سبحان اللَّهِ عما يشركون).
اسم الله المؤمن في السنة النبوية الشريفة:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله قائماً على المنبر هذا وهو يحكي عن ربه عز وجل، فقال:(إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة جمع السماوات السبع والأرضين السبع في قبضة، ثم يقول عز وجل: أنا الله، أنا الرحمن، أنا الملك، أنا القدوس، أنا السلام، أنا المؤمن، أنا المهيمن).
معنى اسم الله المؤمن بأقوال العلماء
قال الله جل جلاله: (هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن) والمؤمن من اسماء الله الحسنى، وله معنيان:
- أحدهما متعلق بحق الله تعالى.
- والآخر متعلق بحق العباد.
وبيانهما بما يأتي:
معنى اسم الله المؤمن المتعلق بحق الله تعالى:
وهو المُصدّق، ويظهر هذا المعنى بتصديق الله تعالى نفسه بتوحيده وصفاته، حيث يقول الله تعالى: (شهد الله أنه لا إِلَـٰهَ الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط)، وتصديق الله سبحانه لرسله وأنبيائه، وتصديقه سبحانه لعباده المؤمنين بيوم القيامة فيُصدّقهم بإيمانهم، ويكذّب الكفار الطغاة والظالمين.
معنى اسم الله المؤمن المتعلق بحق العباد:
مشتق من الأمان، حيث أنّ الله سبحانه وتعالى يمنح خلقه الأمان من ظلمه، ويهب عباده المؤمنين الأمن والطمأنينة في الدنيا وذلك بالإيمان الكائن بقلوبهم، وفي الآخرة يؤمّنهم من أهوال ومخاوف يوم القيامة ومن نار جهنم، كما أنّه سبحانه وتعالى يؤمّنهم وقت الاحتضار ونزول الموت،وذلك بأن يمنحهم القدرة على سماع الملائكة وهي تطمئنهم وتبشرهم بالجنة، ويجدر بالذكر أنّ أمانه سبحانه وتعالى يعمّ على جميع خلقه من إنسٍ وجانٍ، ومؤمنٍ وكافرٍ، من حيث تأمين رزقهم طول حياتهم إلى وقت أجلهم.
الدعاء باسم الله المؤمن
إنّ من أفضل الدعاء عند الله تعالى أن يدعوا المؤمنون باسمائه الحسنى ومن الأدعية التي تتضمن اسم الله المؤمن:
1_(اللهم اني اسألك باسمك المؤمن ان تؤمني من عذاب جهنم، وان تؤمّني من عذاب يوم الفزع الأكبر، وان تظلني بظلال عرشك يوم لا ظل الا ظلك).
2_(اسألك يا مؤمن ان تؤمن جانبي، وان تجعل فعلي يصدق قولي، وارجوك بقولك على ذاتك انك المؤمن المهيمن ان تؤمني يوم الفزع الأكبر.
3_(اللهم كن معي وآمني من شر نفسي ومن شر الشيطان، وآمني من حوادث الدنيا وفواجع الاقدار).
كيف نعيش باسم الله المؤمن :
1– أن نجعل أصل علاقتنا وعلاقة الناس بالله الإيمان ، والإيمان مكانه القلب ولا يعلم ما في القلب الا الله المؤمن.
لذلك علينا الا نتدخل في نوايا وقلوب الاخرين ونجعل حكمهم لله المؤمن، ولا نحكم إلا على افعالهم وسلوكهم.
2– ألا نتعصب لمسميات مثل : سلفي وإخواني وصوفي وليبرالي وشيعي وسني وقومي…
فالأصل هو الإيمان ولا يعلمه إلا الله المؤمن ..
3– أن نتحمل مسؤولية حياتنا من سلبيات وإيجابيات ثم لا نخشى أن يظلمنا الله المؤمن.
4– أن نفعل الذي نؤمن به وليس من ما يؤمن به الآخرون ، فلا وصاية لأحد علينا إلا الله المؤمن.
5– أن نؤمن بأنفسنا وبقدراتنا التي اودعها الله بنا ، فلا نستمع لانتقاص ولا يؤثر فينا استهزاء.
6– المؤمن الحقيقي لا يرى نفسه فوق الآخرين .. ولا يرى نفسه دون الآخرين ، بل يرى الناس جميعا في خدمة رسالة سامية أصلها عبادة الله ، وفروعها تجلي قدراته في عباده ومخلوقاته وتطور الحياة ومسيرة الإنسان إلى الحياة الطيبة.
7– المؤمن الحقيقي هو الذي يحول أموره إلی الخير ؛ اما بالقبول واما بالفهم و الإدراك.
8– المؤمن واعي وفطن ولا يلدغ من جحر مرتين ذلك لأنه قد يخسر مادياً ولكنه يكسب قيمة روحية عظيمة ويستوعب التجارب السابقة.
9– المؤمن لا يتكبر بدينه ولا بعلمه ،ويقبل الجميع ويتقبل العذر.
10– المؤمن يبصر قدرة الله بخلقه ،ويعيش وجوده ويستشعر نعمته سبحانه ، فيتمتع بحياته بقدر استطاعته دون ضرر لنفسه او للآخرين ،لأنه يعلم أن الحياة هبة من الله ، فنظرة المؤمن نظرة واسعة وشاملة وهمته عالية وروحه كبيرة تشمل الدنيا والآخرة، لأن هنا حياة وهناك حياة ممتدة لهذه الحياة.
11– القلب المؤمن قد يعبره الخوف ولكنه لا يبقي فيه ابدا لأنه قلب محب لربه وواثق فيه ومطمئن إليه.
12– المؤمن الواعي لا يكره العصاة والطاغين ولكنه يكره أفعالهم واعمالهم ،لأن الانسان روح والروح من امر الله تعالى .
لذلك إذا اختفى الفعل تجلت المحبة .
خلاصة اسم الله المؤمن
إن اسم الله المؤمن يصب في قلب المسلم الأمان والطمأنينة، ويعلمه فضيلة الصدق العظيمة, لذلك فإن الحياة وفق فقه وفهم اسم المؤمن تجعل الانسان يفكر في اسلوب مختلف، ويكون فكرة أعمق تجاه عوارض الحياة، فينير طريقه ويستظيىء دربه بهذه الآثار الإيمانية.