معنى اسم الله المهيمن هو أن الله سبحانه وتعالى هو القادر على كل شيء وهو المسيطر على الكون كله، هو الرقيب هو الشاهد هو القادر على فعل كل شيء في الوجود ولا يقدر غيره على ذلك، فهو الإله الذي لا يغفل كمن يغفل.

وأيضاً معنى اسم الله المهيمن يشمل الإيمان بقدرة الله التامة على تحقيق مصالح كل شيء قدرةً وعلماً، ومن لوازم اسم المهيمن الاستمرار والمواظبة.

اسم الله المهيمن يحمل في مضمونه أكثر من معنى، مع ذلك نقول أن الله المهيمن نحن نقصد أن الله هو الشاهد على كلّ شيء، وهو المطّلع على كلّ شيء وهو القادر على التحكم في كل شيء.

يقول بعض العلماء أنّ اسم المهيمن يُطلَقُ على من يشتمل هذه الصفات الثلاثة:

العلم مع المقدرة، التحصيل والقدرة، الاستمرار في الرقابة.

الشواهد الدينية لاسم الله المهيمن

بعد معرفة معنى اسم الله المهيمن وشرحه بشيء من التفصيل فهذه الفقرة تبين الشواهد الدينية التي جاء فيها اسم الله المهيمن في القرآن الكريم وفي السنة النبويّة الشريفة، وهنا سوف نذكر الآيات والأحاديث التي ورد فيها ذكر اسم الله المهيمن أو لفظ الهيمنة في سورة الحشر: جاء في سورة الحشر ذكر اسم الله المهيمن صراحة في قوله تعالى: {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عمّا يشركون}.

في سورة المائدة: جاء في سورة المائدة لفظ الهيمنة، وذلك في وصف القرآن الكريم، إذ قال تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه}.

في الحديث الشريف: وقد ورد في كتاب الإمام البيهقيّ “الأسماء والصّفات” حديثًا يرويه ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة جمعَ السماوات السبع والأرضين السبع في قبضة، ثم يقول الله عز وجل: أنا السلام، أنا المؤمن، أنا المهيمن، أنا العزيز، أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئاً، أنا الذي أعدتها، أين الملوك؟ أين الجبابرة؟”.

أسرار اسم الله المهيمن

 لاسم الله المهيمن أسرار وعلى المسلم أن يعيها ويتعرّف عليها؛ وهذه الأسرار هي:

المهيمن هو الذي لا يضيع عنده أجر من أحسنَ عملاً، فالله سبحانه وتعالى يعرف حال المظلوم ويعلم ما يتعرض له من ظُلمٍ من قبل الظالمين، و المهيمن هو الذي لا تضيع عنده الودائع، والذي لا يضيع أجر من يوفي بميثاقه وعهده، والمهيمن هو الذي ينزلُ السكينة والطمأنينة في قلوب عباده المؤمنين؛ ويبعدُ عنهم الحزن والقلق ويطمئنهم دائماً. من أسرار ومعاني اسم الله المهيمن أيضاً أنَّ الله سبحانه وتعالى يهدي كل كائن لما فيه خير وصلاح له ويرشده إلى الطريق الصحيح الذي فيه الرزق الحلال وما يحتاجه من معونة وخير.

التعبّد باسم الله المهيمن

يقول العلماء إن التعبّد بصفات الله الحسنى وأسماءه هو جنة الدنيا،  من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. وبإمكاننا أن نجد وسائل مختلفة للتعبّد باسم الله المهيمن، من بينها:

1– أن نتذكر دائمًا أنّ الله مهيمن حاضر شاهد مطّلع على كل شيء نقوم به، من أفعال وأقوال، وأنه لا يشرد أو يضل أو ينسى.

2– أن نقترح تسمية أبناءنا باسم عبد المهيمن.

3– الاستجابة لأمر الله تعالى الذي يحب أسماءه الحسنى؛ فندعو الله باسمه المهيمن، ونبتهل إليه به في الثناء عليه.

4– الإيمان بأنّ الله المهيمن يحفظ أعظم الأشياء بأبسط الأسباب، وقد يهلك إنسانًا ذا شأن عظيم بأبسط سبب.

تأثير اسم الله المهيمن في حياة المؤمن

يجب على للمؤمن الحقيقي أن يفهم ويدرك أسماء الله الحسنى ويفهم معانيها كي يعمل بالمقصود بها ويستشعر به، وسنبين هنا تأثير اسم الله المهيمن في حياة المؤمن:  المؤمن لا يلجأ إلا لله سبحانه وتعالى وحده؛ فالله سبحانه وتعالى هو المهيمن على كُل شيء، المُطلع على عباده، والمراقب لسكناتهم وحركاتهم وهو الذي لا يخفى عليه شيء. إنَّ اسم الله المهيمن يدفعُ المؤمن لإن يشعر برقابة الله -تعالى-، فيلجأ المؤمن للطاعات والعبادات والقربات ويبتعدَ عن الذنوب والمعاصي والخطايا.

ومن الأمور التي يجبُ على المؤمن أن يعرفها عندما يفهم معنى اسم الله المهيمن، أن يدرك أن القلب بيد الرحمن -سبحانه وتعالى- لذلك لا يعلق قلبه إلا بالله، فلا يتعب المؤمن نفسه في كسب قلوب الناس في سبيل مكاسب الدنيا فحسب، وعليه أن يعلّق قلبه بالله المهيمن عليه. ومع ذلك من آثار اسم الله المهيمن على حياة المؤمن أن يطمئن ويترك القلق والخوف والتوتر ويعرف أنَّ الأمر كله بيد الله تعالى. وعلى المؤمن الذي يعرف ويدرك معنى اسم الله المهيمن أن يلجأ لله تعالى بهذا الاسم ويذكره في الدعاء وفي طلب الحاجة وفي كل ما ينزل به.

خلاصة

لاسم الله المهيمن دلالات ومعاني عديدة، منها: أنَّ الله سبحانه وتعالى هو الذي يطّلع على الأمور الخفيّة التي لا يراها العباد؛ وكذلك ما يحتفظون به وما تخفيه صدورهم ولا يعلم عنه أحد سواه، ومن معاني اسم الله المهيمن أيضاً: أنَّ الله -سبحانه وتعالى- مراقب لعباده ومطّلع على أعمالهم.