كيف أضبط علاقتي مع الله سؤال نسأله لانفسنا كثيرا ، إن علاقة الفرد بالله هي محور بقائه على الأرض؛ ليتحقق مفهوم الاستخلاف وعمارة الأرض، وهي الأساس الذي يربط الفرد بدنياه وآخرته، وتشمل عمارة الأرض كل شيء يجلب منفعة وخير للبشر، وقد تكون على نحو مجهودٍ بدني، مثل: الزراعة، والصناعة، والتجارة

أو قد تكون على نحو مجهود عقلي؛ بأن يستخدم الشخص عقله الذي أعطاه لله تعالى إيّاه في العديد من المجالات، بما يجلب الفائدة على دينه، وأمته، وأسرته، ومجتمعه، وعلى الإنسان أن يقوم بالعمل الدؤوب، ويتحلى بالأخلاق الكريمة، والنجاح، من أجل تحقيق عمارة الأرض

أهمية علاقتي مع الله

تعتبر العلاقة مع الله تعالى من أهم علاقات حياة الفرد على المستوى العام وإن لم ينتبه البعض لهذا لانغماس في الحياة المادية ومشاغلها، وضغوطات الحياة غير أن العودة للأصل واجبة، ولكن ما هي أهمية هذه العلاقة، إن علاقتي مع الله تفتح أبواب للروح والجسد، وتنير الطرقات، كما أن علاقتي مع الله سبيل النجاة والنجاح بالجنة، ومن أهم ما تتميز به علاقات الفرد مع ربهم أنها سبب في إيقاظ الضمير.

كما أنها سبب في البعد عن المعاصي، والعلاقة مع الله تنشر الخير، وحسن الخلق، كما أن العلاقة مع الله تهون طرقات الصعبة، والصعاب، وتقلل تأثير الابتلاءات والاحزان، وتساعد علاقتي مع الله على تقبل الحياة وصعابها.

كيف أقوي علاقتي مع الله

القيام بالأعمال الصالحة من أهم السبل التي تقوي علاقة الفرد بربه سبحانه، وذلك لأن الأعمال الصالحة باب ووسيلة الصالحين الذي يجلب الحسنات، ويغلق أبواب الشياطين ويمكن تحديد معظم الأعمال الصالحة المعينة على تقوية علاقة الفرد بالله  فيما يأتي:

الصدقة

 والصدقات على الفقراء وسيلة لإطفاء غضب الله تعالى، والكثير من الآيات والأحاديث تتحدث عن الصدقة، وأهميتها وجزاءه عند الله عز وجل.

الصيام

 وصيام غير الفرض وهو شهر رمضان، يقرب الفرد من الله، ويجعل له النصيب من خيرات الدنيا والآخرة، ويدخله الجنات من باب مخصص يسمى باب الريان.

الدعاء

 والدعاء هو العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للتأكيد على أهمية الدعاء وفائدته، وهو باب مناجاة الفرد لربه، وهناك أوقات الدعاء المستجاب، وعلى المؤمن تحريها.

القرآن الكريم

 تعلم القرآن الكريم، والحفاظ على سماعه، وقراءته، وتلاوته من الأمور الجيدة في القرب من الله وتقوية العلاقة مع الله عز وجل، فالقرآن الكريم هو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وقراءته تحثُ على فهم غاية الله سبحانه وتعالى والالتزام بما أراده عز وجل واجتناب نواهيه ويقوي علاقة الفرد بربه.

كيف أضبط علاقتي مع الله
كيف أضبط علاقتي مع الله

مراعاة الصحبة الصالحة

 ومراعاة الصحبة أمر مهم لما له أثر على النفوس في الأقرب لله، فالصحبة الصالحة، تذكر الفرد بربه، وتقربه منه وتساعده على طاعته، وتقومه إذا وجدت منه أي عوج، وتفقده، وترعاه إذا شاهدت منه إعراض أو ابتعاد

كيف أقوي يقيني بالله

 تكون من خلال العديد من الأمور أهمها: تدبر القرآن الكريم، وخصوصاُ الآيات التي تتناول وتتحدث عن موضوع توحيد الله عز وجل وعظمته

 فمعرفة الله سبحانه وتعالى وتعظيمه من أكثر الأسباب والوسائل التي تقوي اليقين بالله عز وجل والدوام على قراءة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومطالعة سنته، ومعرفة أخباره التي تدل على دعوته، وصبره على تلك الدعوة، والجهاد في سبيل الله وغزواته، فهي تحوي العديد من الفوائد والحكم العظيمة التي تقوي علاقتي مع الله

و قراءة النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تخبر وتتحدث عن وعد الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين ووعده للكافرين، والتأمل في جمال الجنة وأهلها، والتأمل في النار وأهلها

وقراءة النصوص التي تتحدث عن أهوال القبر وأهوال يوم القيامة وغيرها، فتلك الأمور تقوي اليقين بالله عند المسلم. قراءة قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وسيرهم، والتي جاء ذكرها في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، خصوصاً الآيات التي تتحدث عن تأييد الله عز وجل لهم بالمعجزات، والتي تتناول أيضاً عن صبرهم وثباتهم.

أثر التقرب من الله على نفسية الفرد

 إن من الجيد بعناية الإنسان بنفسه أن يوازن بين العناية بالروح والجسد، فمطالب الجسد كثيرة منها ما هو ضروري للحياة مثل الطعام، والشراب، والنوم، والراحة، وغيرها ما هو طبيعي كالصحة العقلية والعمل والسلامة البدنية، وعلى الإنسان أن يعرف أن هناك جانب مهم جداً يوازي الحاجة إلي الطعام والشراب بل ويجتازه، وهو العناية بالنفس والروح

 فإن العناية بالروح من أهم المطالب في حياة أي فرد حتى تستقيم حياته، ويحقق التوازن المطلوب، ولقد أولى الإسلام اهتمام عظيم في الصحة النفسية، وذلك بواسطة توجيه المسلم على تقوية صلته بالله عز وجل، والمقارنة بين صحة عقيدته وسلامة دينه، وبين الراحة والطمأنينة وتفاؤله في حياته، قال الله عز وجل: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

كيف أضبط علاقتي مع الله
كيف أضبط علاقتي مع الله

أسباب ضعف علاقتي مع بالله

إنّ علاقتي مع الله جل جلاله ممكن أن تكون في أحسن أحوالها، في سمو وارتقاء، ويمكن أن يجتازها الضعف و الفتور، وفيما يلي بعض أسباب التي تضعف علاقتي مع الله، وتجعلها في حالة الضعف: ارتكاب المعاصي والآثام، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، حيث إنّ تلك الآثام والمعاصي تجعل قلب الإنسان قاسي، وتعيقهُ من التمييز بين الحق والباطل ورؤية طريق الهدى والإيمان

 بل تجعل القلب يتبع للهوى والشيطان. التقصير في أداء الفرائض والعبادات، فالبعد عن أداء الفرائض التي أمر بها الله جل جلاله، والتكاسل في القيام بها يُضعف إيمان العبد، ويملأ صحيفته التي سيلقى بها الله سبحانه وتعالى بالآثام والسيئات فعندما يحرص الفرج كل الحرص على الدنيا، ولا يرى أمامه غير شهواتها ومتاعها يصبح إنساناً محباً للدنيا، مستأنسا بها، وبعيداً عن الآخرة، لا يفكر بالموت.

كلمة أخيرة في ضبط علاقتي مع الله

تبدأ إصلاح علاقتي مع الله جل جلاله أن يجعل الشخص جميع حركاته وسكناته لله سبحانه، مستحضراً بذلك معيته طول الوقت، وإن أول أمر عملي يساعد على ذلك هو التفكر في خلقه، وإعمال العقل في عظمته وجلالته، مع ذلك من أسرع الطرق لتجديد الإيمان في القلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select your currency
USD دولار أمريكي