أمر الله تعالى عباده بالقيام بعدد من الفروض والواجبات ليختبر إخلاصهم له في عباداته وامتثال أوامره وشكره على نعمه التي وهبنا إياها، ومن رحمته بعباده جل جلاله أرسل لنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مبشراً ونذيراً وجعله قدوة نحتذي بها ومن بعده الصحابة رضوان الله عليهم واتباع طريقهم في عبادة الله وتقديسه وتعظيمه وتعظيم كل ما يتعلق به جل جلاله، نوضح لكم في هذا المقال واجبنا تجاه أسماء الله الحسنى وثمراتها.
واجبنا تجاه أسماء الله الحسنى
تعلم أسماء الله الحسنى
من واجب العباد تجاه خالقهم تعلم أسماءه تبارك وتعالى والإيمان بها وتدبر معانيها والتسليم المطلق له وتطبيق معاني أسماءه في حياتنا اليومية فهو المالك والخالق الوحيد لهذا الكون وكل المخلوقات الموجودة فيه.
قال تعالى: ((اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)) فتعلم أسماء الله الحسنى هي من أشرف أنواع العلوم و أقدسها.
تقديس أسماء الله الحسنى
فليس من الأدب تجاه الله عز وجل أن يذكر اسم من أسمائه دون تعظيم وذلك بأن نقول بعد أسمائه سبحانه وتعالى أو تقدس أو عز وجل وذلك من باب الاحترام والتقديس لمالك ملكوت السماوات والأرض.
قال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
عدم تحريف أسماء الله
فأسماء الله عز وجل هي توقيفية غير قابلة للتحريف أو التعديل فقد وردت معظم أسماء الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وهو كلام الله المحفوظ من التحريف قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ) ولا يجوز تسمية الله عز وجل بغير أسمائه التي علمنا إياها.
عدم نسب أسماء الله لغيره
سبحانه وتعالى تفرد في كل صفاته فله الكمال المطلق، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فلا يجوز أن نتعدى حدود الله وأن ننسب لغيره ما هو لله فقط فصفاته تبارك وتعالى جميعها تحمل صيغة مبالغة ولا يوجد في الخلق كلهم من هو أهل لذلك سوى الله فلا يقال عن شخص أنه خالق أو رحمن إنما تذكر صفاته مع كلمة عبد مثل عبد الخالق أو عبد الرحمن أو يقال شخص يمتلك في قلبه رحمة.
قال تعالى: (فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
الاقتداء برسول الله في تعامله مع الله
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا ودليلنا في الحياة وعلينا أن نقتفي أثره في طريقة تعامله مع الله عز وجل فقد كان صلى الله عليه وسلم مسلماً تسليماً كاملاً لله وعلينا نحن أن نسعى جاهدين لنظهر لله ورسوله محبتنا لهم والتزامنا بطاعتهم وتقربنا لله سعيا لمرضاته عن طريق الدعاء بأسمائه والالتجاء له.
قال تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
حفظ أسماء الله الحسنى
من أقل الواجبات التي على العبد أن يقوم بها تجاه الخالق وهي حفظ أسمائه كلها جل وعلا وفهم معانيها ودلائلها والتقمص بها للتعامل مع كل ما قد يمر معه خلال مسيرة حياته وهي سبب وجيه لدخول الجنة في الأخرة والراحة النفسية في الدنيا
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لِلَّهِ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ اسْمًا، مِئَةٌ إلَّا واحِدًا، لا يَحْفَظُها أحَدٌ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ).
ثمرات معرفة أسماء الله الحسنى
لمعرفة أسماء الله الحسنى العديد من الثمرات والآثار المباركة على حياتنا.
التقرب من الله
- إن معرفة واجبنا تجاه أسماء الله الحسنى والتعمق في صفاته تزيد من إيمان العبد لله سبحانه وتعالى ويكون قريباً منه فمن يعرف أسماء الله يعرف عظمته من فوق سبع سماوات ويعرف الطريق إلى مالك الملك الحي القيوم.
عبادة الله واجتناب المعاصي
- فعندما يدرك العبد عظمة الخالق يسعى إلى عبادته بالشكل الذي يليق بعظمة الله سبحانه وتعالى والسعي لنيل رضاه والجنة والابتعاد عن ارتكاب الذنوب وعن كل ما يغضبه لأنه يعلم أن الله مدركه وشاهد عليه في كل لحظة.
تقدير نعم الله سبحانه علينا
- الله عز وجل هو خلقنا في أحسن تقويم ووهبنا من لدنه نعمٌ لا تعد ولا تحصى فمن واجبنا تجاهه شكره على ما وهبنا والاعتراف بها واستخدامها فيما يرضي الله .
قال تعالى: (فَلِلَّـهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
الراحة والطمأنينة
- يكفينا معرفةً بأسماء الله الحسنى لنسلم تسليماً كاملاً لقضاء الله وقدره وننعم براحةٍ وطمأنينة وتمتلئ قلوبنا بالأمان والرضا بكل ما قسمه الله لنا فهو اللطيف الحليم ومن لا تخيب منه الآمال والرجاء.
تزكية النفس البشرية
- إن كامل تعاليم الشريعة الإسلامية تهدف إلى إصلاح الإنسان وتنقيته من أدران الحياة وكذلك الحال بالنسبة إلى أسمائه تبارك وتعالى التي تحمل في معانيها أسمى المعاني فعندما تقول مالك الملك تتعرف ان الامر كله بيد الله فلا تشعر بالخوف والجزع من افعال البشر .
هذا هو الله سبحانه وتعالى وهذه بركة أسمائه علينا وعلى حياتنا فمن أحبه الله ونال رضاه فتح له باب معرفة أسمائه المباركة ليأنس قلبه بقرب الله عز وجل وتعيش روحه مطمئنة بعيداً كل البعد عن تخبطات الحياة ووسواس الشيطان.
فليس هناك علم أشرف من تعلم أسماء الله الحسنى خالق كل شيء تبارك وتعظم شأنه ونال من بركة أسمائه من عمل بها.