إن الإنسان منذ أن خلقه الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة وهو في سعي واكتشاف دائم لكل شيء جديد حوله لما يخدم مصلحته ويساعده في حياته، فمن منا لا يحب ان يكون أفضل شخص في مجتمعه ومحط اهتمام الجميع لذلك يبقى الإنسان في حالة مستمرة من البحث عن قواعد تطوير الذات البشرية بما يلبي يحسن من شخصيته وينمي مهاراتها واكتساب خبرات جديدة فكرية واجتماعية وتنموية.
إن الله أمرنا بتغيير أنفسنا وتحسينه وان نبدأ باصلاح ذاتنا قبل ان نسعى لتغيير الاخرين وهذا التغيير انما هو تطوير لذاتك وقدراتك لتصل الى ما تصبو اليه في حياتك “إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”
قواعد تطوير الذات
الاتصال المستمر مع الله وتجديد العلاقة معه:
فمن صلحت علاقته مع الله صلح كل شيء بحياته، ويجد في الالتزام بطاعة الله وعبادته التجديد الدائم لقلبه وتدريب نفسه على الصبر والتحلي بأخلاق حسنة وكلما اقترب العبد من الله كلما رقت الروح إلى درجة أكثر من السمو وعلو الشأن.
قال تعالى: “أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُون”
تحديد الأهداف
إن الخطوة الأولى والأهم في أي مسيرة ينطلق بها الإنسانأن يحدد هدف يريد ان يصل إليه، والأهم من ذلك أن يضع حلماً واقعياً يستطيع تحقيقه ويكون الهدف من الأشياء التي تستهويه ويحبها ومقتنعاً به ليمتلك القدرة الكافية على دفع نفسه وتحفيزها للوصول إليه.
الإنسان الذي يعيش حياته بلا هدف هو إنسان فاشل يبقى طوال حياته في النقطة التي تدفعها الحياة لها دون أي مجهود منه.
التفكير بطريقة راقية
عندما يصل الإنسان إلى الرقي بالتفكير يصل إلى مرحلة متقدمة من تطوير ذاته فيبتعد الإنسان بتفكيره عن كل شيء ليس له قيمة في الحياة ويضيع من وقته ويركز فيما يطور من شخصيته ويخدم مصلحته.
تعلم كل شيء جديد
ما دامت عجلة الحياة تسير فالتطور والاقدام فيها مستمر وكل يوم هناك اكتشافات واختراعات ودراسات حديثة فيبقى الإنسان على إطلاع دائم بكل ما هو جديد ويتعلمه ليخدم نفسه وعمله ومجتمعه، فالتعلم بالأصل هو فريضة من الله علينا كي لا نكون جاهلين بديننا ودنياناولا نكون عبئاً ثقيلاً على غيرنا فيما نجهله.
الاقتداء بنجاحات الأخرين
الإنسان الناجح هوالذي يستفيد من تجارب غيرهويعتبر مما مر معه ومن الطرق التي اتبعوها للوصول إلى تحقيق أهدافهم وإدراك الأخطاء التي وقعو فيها وتجنب الوقوع بها، وقراءة سير العلماء والأدباء والأطباء الناجحين لما في ذلك من تأثير على النفس وتحفيزها على التطور والسير نحو الأفضل.
الإيمان بالذات وقدراتها
إذا لم يؤمن الإنسان بنفسه وما لديها من قدرات لا يستطيع التقدم والتطور والسير نحو الأفضل، فالشخص عديم الثقة بنفسه يبقى عاجزاً عنالقيام بأي إنجازأو تغير في حياته وتكون نظرته سلبية اتجاه ذاته على عكس الإنسان الواثق بنفسه الذي يحترمها ويحفظ لها مكانتها ويبعدها عن كل ما يؤذيها أو يقلل من قيمتها.
الاستفادة من أخطاء الماضي
إن الشخص الذكي لا يقع بالخطأ مرة ثانية ويستفيد منها فيتداركها ويتجنب الوقوع فيها ويبعد عن أسبابها، فالإنسان بطبعه خطاء ولا يجب أن تكون تلك هي النهاية بالنسبة إليه بل يتجاوزها ويصححها لمتابعة مسيرته.
استثمار الوقت
لتحقيق المشروع الذي يهدف إليه الإنسان يجب عله استغلال كل وقته وعدم إضاعته وإهداره فالوقت الذي يذهب لا يعود لذلك على الأنسان أن يبقى في سباق مع الوقت ويستغله في نشاطات تخدم حياته ومشروعه في تحقيق ذاته.
عدم النظر إلى الوراء
الحياة مستمرة ولا تتوقف عند أي أحد فلا يجب على الشخص الساعي للنجاح أن يتوقف عند أي موقف حدث معه يبقى منشغلاً فيه، الحدث في الماضي يذهب مع أيام الماضي والتفكير فيه كثيراً أو الندم عليه لن يغير في مجرى الماضي شيئاً ولن يجني منه سوى القلق والتوتر وإضاعة الوقت بل يجب الانطلاق من جديد بقوة وعزيمة ثابتين.
الصحبة الجيدة
إن الأنسان أشدما يكون تأثراًبأصحابه فإن كان يملك صحبة جيدة اخذت بيده إلى طريق الخير والصواب وساعدته في تحقيق ما يسعى إليه أما إن كانت صحبته سيئة فستبعده عن أهدافه وتضيع وقته فيما لا يفيد.
النظرة الإيجابية والتفاؤل
إن التفاؤل هو الخطوة الأساسية في طريق تطوير الذات لنظر بإيجابية نحو الهدف وتحفيز الذات للاستمرار نحو الأفضل فالشخص الناجح هو الذي يبدأ طريقه بنظرة إيجابية نحو المستقبل ويبتعد عن أي فكرة أو شخص قد تحبط من عزيمته ولا يلتفت إلى العبارات الناقدة أو الكلمات السيئة.
تحويل الخوف والتردد إلى نجاح
التوكل على الله في بداية أي مشروع والتخلي عن المخاوف التي قد تراود الإنسان لتحقيق الهدف المنشود والإيمان بنفسه دون الاعتماد على الوضع الراهن من حوله وتحويل الخوف الذي بداخله إلى دافع وتحدي بينه وبين نفسه لنجاح هدفه.
التكييف مع الواقع
عن الشخص القادر على التكيف مع ما يحصل معه هو شخص مرن في الحياة فلا يقف عند ما يحصل معه من تغيير بل يسعى للتأقلم معه وتسخيره لما يناسب مصلحته ومساعيه في تحقيق أهدافه يستثمره في كل ما هو مفيد ونافع له.
كل إنسان لديه حياته وشخصيته الخاصة به بيده يلونها بالألوان التي يريدها، فالسعادة قرار والتعاسة قرار فقط هو بمقدوره أن يختار القرار الذي يناسبه و مع ذلك يسعى لتطوير ذاته باستمرار لئلا يتأخر عن عجلة التطور في الحياة ويكون شخصاً نافعاً في المجتمع قادراً على تحقيق أهدافه بمفرده دون اللجوء إلى غيره ويكون قدوة لغيره من الأشخاص.